# تعتبر مصر من أقدم الدول في العالم، والمتأمل لتاريخ الدولة المصرية القديمة يجد أن أول غزو حقيقي لمصر تم على يد الهكسوس كان لاستخدامهم سلاح جديد في تلك الفترة وهو العجلات الحربية التي تجرها الخيل، بجانب تطويرهم لما يستخدموه من دروع وسيوف وخناجر وأسلحة مختلفة لم يكن يستخدمها الجيش المصري، ولم تتمكن مصر من طردهم إلا على يد الملك أحمس الذي طور من سلاح الجيش، وابتكر عجلات حربية تفوق تلك التي يستخدمها الهكسوس، وفي مرحلة أخرى من مراحل التاريخ امتلكت مصر جيشاً عظيماً في عهد المماليك حتى أن هذا الجيش تمكن من صد هجوم التتار رغم حالة عدم الاستقرار في حكم البلاد في تلك الفترة، إلا أنه مع تطور صناعة السلاح ظهر سلاح البندقية في أوروبا وتم عرضها على السلطان قنصوه الغوري، الذي كانت البلاد في عهده تعاني من أزمة اقتصادية يصعب في ظلها تحمل تكلفة إعادة تسليح الجيش وتدريبه على هذا السلاح الجديد، مما جعله يركن إلى رأي بعض علماء الدين الذين قاموا بتحريم استخدامها، مما ترتب عليه أن قام العثمانيون بشرائها والهجوم بها على مصر، ورغم تفوق الجيش المصري في القتال بالسيوف والخناجر والرماح وغيرها من الأسلحة القديمة، إلا أن استخدام العثمانيون للبنادق والمدافع حسم المعركة وانتصروا على الجيش المصري في مرج دابق والريدانية واحتلوا مصر التي لو كان جيشها يمتلك السلاح الجديد لسيطر على بلاد العثمانيين ذاتها
# والآن نجد أن الجيش المصري يواجه معركة تحديث أسلحته في ظروف اقتصادية صعبه جداً، إلا أنه تعلم من دروس الماضي بأن الاستثمار في السلاح المتطور ليس له بديل ولا يقدر بثمن، فهو لن ينتظر أن يُعيد التاريخ نفسة لنجد العثمانيون وأمثالهم على أعتاب القاهرة، سيما وأن التسليح المتطور للجيش هو في ذاته يمثل ردع للقوى المعادية، ويُحسن من موقف المفاوض المصري في كل النزاعات، لذا تكون أولوية تطوير سلاح الجيش المصري تسبق أي اعتبار، ولابد للمواطن المصري أن يفخر بكفاءة المقاتل المصري الذي يتعامل بكل سهولة مع ما نشاهده من أسلحة متقدمة يحصل عليها الجيش المصري بصفة دورية في الفترة الأخيرة، مثل حاملات المروحيات ميسترال جمال عبد الناصر، وميسترال السادات، والغواصات والفرقاطات والقطع المتقدمة التي انضمت للقوات البحرية، والطائرات الرفال وغيرها من القطع التي انضمت للقوات الجوية، وكذا تطوير سلاح الدفاع الجوي، والحرب الإلكترونية، وسلاح المركبات والمدرعات، وغيرها من الأسلحة التي تمثل درع الوطن وسيفة لحماية أمنه الاستراتيجي، والاقتصادي، وحماية مصالحه في المنطقة، بصورة تجعل القوى المعادية تُفكر ألف مرة قبل المغامرة في الإضرار بمصر، وإذا كان تصنيع الأسلحة الجديدة في أوروبا فإن الثقة كبيرة في أبناء مصر من القوات المسلحة في تطوير التعامل مع تلك الأسلحة مثلما طور أحمس سلاح العجلات الحربية الذي غزا به الهكسوس مصر وقام بطردهم منها به بعد تطويره، كما أن الثقة كاملة في الشعب المصري لقدرته على تحمل تكلفة تطوير سلاح الجيش وتدعيمه من كل النواحي في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة والعالم