ولد احمد علي يوسف النواس في مدينة الناصرية عام 1924م وهو أصغر اخوته وهم صالح وعباس وساهي اولاد علي يوسف المولود في مدينة سوق الشيوخ. واحمد النواس من وجهاء وتجار الناصرية المعروفين ومن مؤسسي غرفة تجارة الناصرية عام 1958م، يحدثنا عن ولادته وذكرياته في مدينته التي أحبها ومازال يتذكر ايامه فيها في رسالة بعثها من مدينة هلسنكي في فنلندا يوم السبت المصادف 30 / 7 / 2005م بعنوان (الناصرية مدينتي) جاء فيها:
(عشت في الناصرية أجمل ايام حياتي فقد ولدت وكما تقول امي يوم " كتلة " (1) عبد الكريم السبتي " واخالها 1926م (2) وكانت الولادات ترتبط بالحوادث مثل سنة " لوعة " و (دﮔة الكيلاني) وغيرها، وعلى هذا النسق صارت دوائر النفوس تؤشر امام كل يوم ولادة 1 / 7 .
واني اذ ادون بعض الاحداث معتذرا من الشطط فلست في قمة الكمال. ولدت في الدار التي أصبحت الان سينما الاندلس، وكنت في كل يوم أرى " المدلكجي " حسون أبو علي في كابينه فوق حمام أبو ليرة وهو يعزف على آلة العود ويقرأ شعرا للعندليب ولا غيرها حتى اعتدت على سماعها طيلة الأيام، وكان جارنا بيت مجيد أفندي " أبو النامليت " العب مع أولاده جميل ورشيد واحمد اما اخوهم الكبير فهو حميد ويلقب " دبه " وقد قضى حياته ومماته في سجن " نقرة السلمان " فقد كان عضوا في الحزب الشيوعي العراقي ومن جماعة يوسف سلمان " فهد " وعلى ذكر مجيد افندي الذي يدير مصنعا صغيرا لعمل السيفون ــ النامليت ــ ومعملا آخر كان بإدارة " اسطه حبي " وكنا ونحن صغار بعد غلاء سعر البصل نردد " طيارة طارت فوك بيها اسطه حبي ... كيلو بصل بقران ترضى يربي "
ان اول جامع هو جامع فالح باشا وجامع معروف اغا وجامع الشيخ عباس وجامع السيد راضي وجامع الحاج طالب وجامع الشيخ حسن في الجديدة، اما الملالي لتعليم القرآن فكان ملا شكر في جامع فالح باشا وملا مهدي في جامع الشيخ عباس وملا حلبوص في داره في محلة السيف وملا زهرة في عكد الهوا، وكان في سابع يوم من محرم تظهر السبايا يتقدمها مشعل الحاج احمد العزاوي وهو سني والقامات والزناجيل من الشيخ رهيف وهو صابئي والاكفان من خضوري هارون وهو يهودي.
والحمامات مفتوحة لأهل القامة وبالمجان وهي حمام أبو ليرة وحمام الحاج وهيب وحمام بهاء ال خليل واصحابها من المذهب السني فليس هناك فوارق وطائفية فكلهم في الهم سواسية.
القراء الروزخونية من اهل بلد وهم الشيخ نور الشيخ جابر والشيخ حسين الحجاج.
لقد قام عطية الغريبي دور الشمر في معركة الطف خارج المدينة وبإشراف صادق علي وعلي تركي ولقد تعرض للسباب ورمي الحجارة حتى بعد انتهاء المراسم وشكى حاله للمراجع المختصة.

كان كل يوم سبت يطلب مني المعلم حناينه بإطفاء الانوار اما شعائر الصابئة تقام على النهر وبإشراف الشيخ دخيل.
لقد جلب احمد زبيري ربلات للنقل الداخلي وأشهر الحوذية داخل وهلال وصادق.
المقاهي أيام زمان فكان في الصيف وعلى سطح كراج علوان حسين اغا مقهى حبيب المقابلة لمقهى تامول وفي راس السوق مقهى الحاج جخيم ومقهى هادي فتاح وهو خاص لليهود ومقهى مصطفى كشتي ومقهى أولاد زهلوله ومقهى حسين العجمي ومقهى جمعه الحمال ومقهى عزران البدري في سوق الندافة ومقهى السيد كاظم في عكد الهوا ومقهى جواد امام مسكن ملا خضر ومقهى جبار المشخوط خلف جامع فالح باشا.
اما المطاعم فكانت كباب الحاج صبيح وكباب الحاج جاسم السعيدي وباجة سبيتي وكاهي ستار الكاهجي ومطعم خوخ أبو الفشافيش مساء كل يوم على الرصيف، كذلك مطعم بطرس النقال والذي لا يقدم سوى " الجلفراي "
والصيدليات فهي الوطنية تحت إدارة يوسف برلزيز والأطباء عبد الله روضة باطنية وكان سنيا وأخيه فريز طبيب الاسنان ومركب الاسنان علي دندان والدكاترة مصطفى محمود وشفيق قريطم والمضمدون فمنهم جورج حداد وسلمان علوان وأبو كاظم عبد الحسين مبارك والحلاقون شيخ نوان وابنه عبد الشهيد والذي يمارس قلع الاسنان على المستعجل ومحمد جدوع وبكر برجس وعبد الحسن علوان والسيد مهدي وراضي فيروز وجواد ذرية وآخرون.
رؤساء البلدية: حسين اغا والحاج طالب وياسين المحروث وكامل الحاج وادي وعبد الوهاب ذياب وعبد الستار حران ووداد عجام وشاكر الغرباوي
وكانت تصدر جرائد دورية من قبل لفته مراد وعبد الغفار العاني وفاضل جميل وأخيرا مجلة البطحاء وناشرها شاكر الغرباوي
اما علماء الدين الاجلاء فعلى الذكر لا الحصر الشيخ عباس ونجله الشيخ محمد باقر الناصري والامام السيد داود العاني
ومن الادباء والشعراء محسن القصاب وعبد القادر رشيد الناصري وطالب الحاج فليح وخيون راشد ورشيد مجيد وقيس لفته مراد وعناية الحسيناوي ومن الشعراء الشعبيين ملا عوده
المكتبة الوحيدة كانت مكتبة الاحرار لصاحبها إبراهيم محمد فتاح ثم أخيه عصمت اما المصورون ياسين خضر ورشيد مجيد وعبد الستار
اما الملايات في القمة ملا هدية وكانت اللطامات ينشدن بعد كل محرم (قراية بت احمد وين نلكاها ... خلص عاشور والعشرة كطعناها) وملة عجيلة وملة زهرة وملة صبرية بنت فرج.
ومن المطربين المطرب داخل حسن كان مرهف الحس علاقتي به ذات شفافية يشدو من القلب تشدني اليه محبة صادقة يقول لي وعلى الدوام انه معي يغني لنفسه وفي عام 1956م غنى لي وعلى شريط ما زال بحوزتي الان عازفا على الصينية والسبحة مع السيد ناصر السيد عطية شتى اطوار الغناء، سيبقى داخل حسن غنيا بعطائه وعذوبة صوته وفنه.
كنت وما زلت من عشاق صوت ام كلثوم وفي كل حين ادير كافة اشرطة اغانيها الواحد تلو الآخر وكان من عشاق هذا الصوت المعلم عوده زغير وعندما يعود كل يوم من دوامه يجلس على كرسي امام حلاقة عبد يهتز ويترنح وعند إطالة الوقت يرجوني بان اقفل الصوت فان عنده دوام مسائي وواجبات وليس بإمكانه مغادرة المكان وام كلثوم تغني وكنت البي هذه الرغبة فهو عندي عميل ممتاز وقد اشترى كافة أسطوانات ام كلثوم وفي يوم اخبرته بان قد ورد لي " ايركرامفون كرستال " فأجابني وما حاجتي اليها وليس عندي كرامفون وقلت والاسطوانات فقال وضعتها وبالمسامير على كافة ارجاء غرفة نومي.
اول باعة للعرق كان طوبيا وابناؤه جورج وشاكر وعبودي ولويس وجميل وبناته جميله ونرمه والأخيرة عاشت في بغداد باسم ماري الجدة ولا علاقة للمطربة زكية جورج فهي فنانة من الموصل، اما الثاني فكان اليهودي مير يوسف وبناته نعيمه ومادلين والتي تزوجت من أحد أعضاء الحزب الشيوعي وعاشت وماتت في السويد.
الغجر الكاولية لهم اقامة شبه دائمية وبالقرب من معامل طابوق هادي عجام ومحسن عبود ومن المشاهير ريم واسمها الحقيقي فطم يرافقها اخوها مصطفى وقد تزوجت بأحدهم من الغازية ولها بنت اسمها " خشف " وعرب غجرية اخرى يعزف لها على العود اخوها نمر تزوجت في الناصرية ولها بنت اسمها فاطمة.
لم يكن في المدينة نقل داخلي حتى جلب احمد زبيري ثلاثة ربلات وأشهر الحوذية داخل وهلال وصادق.
بعد عام 1941م جرت عدة اعتقالات اعتباطية بتهمة النازية ومعاداة الحلفاء وقد جرى تسفير المعتقلين الى العمارة وكان مع خيون راشد عدد من السجناء منهم علي تركي وطلب منه كتابة رسالة الى وكيله جميل فكتب خيون:
من علي تركي التنكجي
لجميل ابشوك يبجي
من سياسي خطير صار بالقانون يحجي
خطر لو أهملوه هو وعليوي الكهوجي
جميلات الناصرية كثيرات وخصوصا من اليهود كسعاد موسى وتيا هارون خضوري ومارسيل سلمان ولهذه الاخيرة قصة فقد كان خيون راشد يدرسها اللغة العربية واهدت له منديلا كان يضعه على صدره ويعتز به، فقد كان حب من طرف واحد ثم اختير المعلم المصري محمد وحيد ليدرسها اللغة الانكليزية وقد سرق من خيون المنديل كما سرق قلب مارسيل، وكانت تقام في ثانوية الناصرية ندوة ادبية كل يوم ثلاثاء وتحت اشراف الاساتذة محمد شرارة وحسين مروة وقد القى خيون قصيدة ارتجالية كان مطلعها
شغاف القلب ينزعه وحيد
اعيدوه الى قلبي أعيدوا
وقد نظم أحد شعراء الابوذية
ظــل دمعـي يصـب المزن مارسيل
على خلا شمرني وفات مارسيل
غزال البـر دخــل للســوك مارسيل
متيم والسهام تصير بي
كان الاستاذ عبد الوهاب الركابي مدير الثانوية قد نظم حفلا في قاعة النادي لمسرحية " يوليوس قيصر " وكان دور مصطفى موسى " بروش " وعند صعوده المسرح شاهد في الصف الامامي " الصراف حييم شالوم " فترك دوره وجلس قبالته وغنى بأعلى صوته
ألف وسـفه علـى اللـي راح مايه
شفت حييم يحسـب بـألـف مايه
لــون دينــار منـهــن ومـص مايه
جا خضر بالكلب ﮔبل المنية
كان الدلال " عنجر " ينادي في السوق بداية كل شهر عن ماطور راح يسافر الى الجبايش الى القرنة الى البصرة واللي يريد يسافر يراجع خضر الشاوي ومساء كان المذكور ــ يضع على رأسه طبق من الفجل وينادي بأعلى صوته جاووش العشة ــ
اما الجدات فمنهن ام حسن والحاجة بنية واول قابلة رسمية هي زكية برلزيز اخت يوسف الصيدلي وزوجة جان باكوس ثم لندا بشارة غصن.
كان من أشهر النجارين في عمل الشناشيل الحاج صالح النجار والد عبد الوهاب وشوقية يليه الحاج محمد والد خضر وعبد غصاب الذي جلب معمل حديث للنجارة.
وصباغي .... الحاج عاجل وحمودي الخودة رحم.
اما الحدادون فالحاج جابر والحاج نعمه والحاج رزوقي والذي يملك ماطور يسيره في الفرات الى سوق الشيوخ بست ساعات وفي العودة ثماني ساعات وعند عطل الماكنة فانت وربك يا موسى.
الخياطون مجيد هادي وعلوان مشعل ومحمد رشيد وعباس توفيق وخضير مرزه وكامل عبد الصاحب.
وباعة الاحذية شالوم (تفصال) والاحذية الجاهزة اسطة رجب.
وبائعو التبغ صوفي وعباس علي اغا والحاج محمد اغا وكنو ومكي عليوي وعوده حسن وعبد الجليل الغرباوي وتوفيق جودي.
اما المخازن وتسمى خان فمنها خان داود المصلاوي وخان السيد ولي والحاج مديح ومحمود الكردي وناجي ذياب في القيصرية وعلوان حسين اغا وعبد الياسين.
القماشون كانوا في قيصرية البلدية وآخرون في قيصرية الخواجة ومنهم السيد حسين واخوانه السيد علي والسيد حسن ومنهم ايضا ساسون عكله وناجي منشي وعزره ..... والحاج رؤوف الطحان والحاج جاسم برسية ............. وعباس شريدة وعبد الواحد المصلاوي وآخرون.
هذا وقد فاتني ذكر احداث واحداث ولعلني أجد متسعا آخر لأشارك في هذه الاسهامة فعلى عاتقي واجبات جسام وقد اسعد بان اوفي بعض هذه النذور مع تحياتي. أنجب احمد النواس كل من مهند وعلي ومعن

1 ــ كتلة: تعني قتلة أي مقتل عبد الكريم السبتي
2 ــ اغتيل عبد الكريم السبتي عام 1923م وليس 1926م