الدكتور محمد السعيدي......عالم في اللغة وذو  حكمة بالغة........

مثلما تضيء الاماكن بضوء الشمس الساطعة في نهارات الجمال وساحات العمل  ، تبرز ايضا قدرات المبدعين نحو الابتكارات الجميلة والسعي الجاد لخلق ظواهر  جديدة تمحق الرتابة وتقضي على التقليد.

وفي مجال  الاعلام  تنوعت البرامج الاذاعية والتلفزيونية حسب تنوع  افكار المقدمين  لها حيث ابدع  قسم  منهم  في تقديم برامج متنوعة..وحسنا ما فعله  احدهم حين اختار  عنوان ( الوجه الاخر )  لبرنامجه الذي يتحدث عن  مهن اخرى  لمبدعين يمتهنونها  وهي  بعيدة جدا عن  مجال مواهبهم ...اذ يعرض هذا البرنامج من على  شاشة  قناة العراقية الفضائية وفيه شاهدنا  على سبيل المثال فنانا مسرحيا  يعمل سمكريا للسيارات  واخر تشكيليا يعمل  مزارعا  وهكذا.

تذكرت ذلك  وانا في حيرة ( كيف  اتناول شخصية  عنوان المقال ؟ )... هل اتناوله  من جانب كونه حقوقي ناجح  وانسان اجتماعي  سديد الرأي  ناصح التوجيه..يعطي الحل الناجع في محله بحكمة بالغة  معتمدا على التراث الخالد والعرف السائد وهو متسلحا بثقافة قانونية  اكتسبها من دراسته الاولية في كلية القانون فضلا عن دراسته العليا المستمرة في الماجستير في القانون الجنائي تحديدا...ام اتناوله  في مجال ابداعه   في علم اللغة  حيث انه الاستاذ الاقدم في اللغة الانكليزية في جامعة ذي قار اذ يمثل ايقاعا مميزا  في تدريس هذه المادة  المهمة باعتباره فارسا من فرسانها الاشاوس الذين شهدت لهم منصات الاشراف على البحوث والدراسات اقول ذلك وانا امام سيرة  اكاديمي عراقي  كبير  اعطى للعلم  والمعرفة جل اهتماماته ونذر اغلب سنين حياته انه  الاستاذ الدكتور محمد  جاسم السعيدي  الحاصل على شهادة الدكتوراه في الادب الانكليزي عام 1997 من جامعة بغداد والحاصل على مرتبة الاستاذية عام 2003ومايميزه ايضا انه  قد حصل على درجة 577 في امتحان التوفل  الامريكي عام2008   ..ناقش  السعيدي اكثر من 1600  رسالة ماجستير واطروحة دكتوراه  في اغلب جامعات العراق..وقد شارك  بأكثر من 30 مؤتمرا علميا داخل وخارج العراق.

اما في مجال  النشر والتأليف  فقد ألف اكثر من 12 كتابا في اختصاصات مختلفة ونشر اكثر من 30 بحثا في المجلات العلمية العراقية والعالمية وقد اختير عضوا في هيئة تحرير ثلاث مجلات عالمية...

له الفضل الكبير في  تأسيس دراسة الماجستير في اللغة الانكليزية  في جامعتي القادسية وذي قار.و لجهوده الكبيرة  في اللجان العلمية  المركزية والفرعية  حصل على  اكثر من الف كتاب شكر وتقدير  بعضها وزاري والبعض الاخر من رؤساء الجامعات والمدراء العامين.....يعمل حاليا بصفة الاستاذ الاقدم في قسم اللغة الانكليزية في جامعة ذي قار كونه قد حصل على لقب الاستاذ الاول في جامعة ذي قار للعامين الدراسيين 2004/ 2005 و 2005/2006.

عمل في تحرير مجلات علمية في دول امريكا وكندا وله العديد من الانجازات العلمية الاخرى.و هذا غيض من فيض عطاء هذا الانسان الذي يعتبر ثروة فكرية وعلمية تجسد  ماحمله المقال من عنوان ربما يرتقي للوصف  او لا فالعلم  لايمكن ان يوصف بكلمات  ولايمكن ان يقدر بمال  وكما قال الامام علي عليه السلام ( كل وعاء يضيق بما جعل  فيه الا وعاء العلم فانه يتسع ) والله الموفق ...

                                                                                                          بقلم ادريس الحمداني